في مساء الثلاثاء 6 مايو 2025، شهد ملعب سان سيرو مظاهرة كروية استثنائية انتهت بتأهل إنتر ميلان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا إثر فوزه الدرامي على ضيفه برشلونة 4-3 بعد الوقت الإضافي، وبمجموع مواجهتي الذهاب والإياب (7-6). جاءت هذه المباراة في إياب نصف النهائي، لتكون واحدة من أشرس وأمتع المباريات في تاريخ البطولة.
الشوط الأول: سيطرة إيطالية وأهداف مبكرة
انطلق اللقاء بسرعة من جانب أصحاب الأرض، الذين فرضوا إيقاعهم منذ صافرة البداية. في الدقيقة 21، كُسر الجليد عندما استغل لوتارو مارتينيز هجمة مرتدة سريعة، ليُسدد كرة أرضية في مرمى مارك أندريه تير شتيغن محرزًا الهدف الأول لإنتر .واصل النيرازوري ضغطه وتمكن قبل نهاية الشوط الأول مباشرة، في الدقيقة 44، من مضاعفة النتيجة عن طريق هاتشانوغلو الذي سدد من ركلة جزاء احتسبها الحكم بعد مراجعة تقنية الـVAR لتُسكن الشباك، مسجّلًا الهدف الثاني .
الشوط الثاني: انتفاضة برشلونة وردّ سريع
بعد الاستراحة، تغيّر المشهد لصالح الفريق الكاتالوني الذي دخل بنية الهجوم والبحث عن تقليص الفارق. وفي الدقيقة 55، نفّذ إريك غارسيا ركلة حرة مزدوجة مع رافينيا ارتدت من الدفاع لتعود إلى غارسيا داخل المنطقة، فيسدد مباشرة محرّزًا الهدف الأول لبرشلونة ومقلّصًا الفارق إلى هدف واحد . وعندما ظن الجميع أن النتيجة ستبقى على حالها، نجح داني أولمو في الدقيقة 75 بتسديدة على الطائر بعد تمريرة بينية مميزة من جافي، ليُعاد المساواة 2-2 ويبثّ الحيوية في نفوس لاعبي البلاوغرانا .
الدقائق المصيرية والوقت بدل الضائع
لم يكتفِ برشلونة بالتعادل، بل واصل بحثه عن هدف التفوق. وفي الدقيقة 87، أطلق رافينيا قذيفة أرضية من داخل المنطقة بعد مراوغة جميلة، منح بها فريقه التقدم للمرة الأولى في اللقاء 3-2 . لكن الفرح الكاتالوني لم يدم طويلاً، إذ وفي الدقيقة 90+3، استفاد إنتر من كرة عرضية قابلها فرانشيسكو آسر بي برأسه لترتد من العارضة ويكملها داخل المرمى معلنًا التعادل 3-3، ومازجًا بين دهشة الحاضرين وانهيار دفاعات برشلونة .
الوقت الإضافي: هدف الحسم وألم الوداع
دخل الفريقان الأشواط الإضافية مفعمين بالإثارة، بحثًا عن هدف الفارق. ومع حلول الدقيقة 112، تلقى البديل دافيدي فرانتيزي كرة على حدود المنطقة، ليسددها بقوسية متقنة على يمين تير شتيغن محرّزًا هدف الفوز الثالث لإنتر في اللقاء والرابع في الليلة التي ستذهب به إلى النهائي 4-3 وبفارق “هدف ذهب” للمرة الأولى منذ سنوات .
ردود الفعل: تحكيم محتدم وألم برشلونة
بعد المباراة، انتقد مدرب برشلونة هانسي فليك عدة قرارات تحكيمية، خاصة احتساب ركلة الجزاء لإنتر وتراجع الحكم عن إنذاره لإعاقة كانت تستحق العقوبة على لاعبي إنتر، مرجعًا ذلك إلى تكنولوجية الـVAR التي كان لها دور في منح وتلاشي قرارات حاسمة . بدورها، أشادت وسائل الإعلام الإيطالية بصمود لاعبي إنتر واستغلالهم الفرص، معتبرة الأداء “واحدًا من أروع عروض النيرازوري في الأدوار الإقصائية” .
الخاتمة: انتصار مجيد وحلم شبه ضائع
بهذا الفوز الأسطوري، بلغت كتيبة إنتر ميلان نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، لتتجه أنظارها إلى المباراة الختامية المقررة أواخر مايو في ميونيخ. أما برشلونة، فبعد موسمٍ أجمع النقاد على نجاحه محليًا، سيجد نفسه خارج الساحة الأوروبية الكبيرة، واضعًا نصب عينيه الدوري الإسباني كفرصة أخيرة لإنقاذ موسمه.
إنها ليلة سان سيرو التي ستُحرّك الذاكرة الكروية الطويلة؛ مباراة جرت فيها العواطف بين الإثارة والدموع، وتركت خلفها دراما لا تُنسى بالنسبة لعشاق الساحرة المستديرة.