نادي أتلتيكو مدريد، المعروف بلقب "الروخيبلانكوس"، يُعدّ من أبرز أندية كرة القدم في إسبانيا وأوروبا، حيث يمتلك تاريخًا حافلًا بالإنجازات والتحديات منذ تأسيسه في عام 1903.
النشأة والبدايات (1903–1939)
تأسس أتلتيكو مدريد في 26 أبريل 1903 على يد مجموعة من الطلاب الباسكيين المقيمين في مدريد، كفرع شبابي لنادي أتلتيك بيلباو. بدأ الفريق بممارسة كرة القدم بقمصان زرقاء وبيضاء، مستوحاة من نادي بلاكبيرن روفرز الإنجليزي، قبل أن يتحول إلى الألوان الحمراء والبيضاء في عام 1911، والتي أصبحت رمزًا للنادي.
العصر الذهبي الأول (1940–1970)
شهدت فترة الأربعينيات والخمسينيات صعودًا ملحوظًا للنادي، حيث حقق أولى بطولاته في الدوري الإسباني عامي 1940 و1941 تحت قيادة المدرب ريكاردو زامورا. وفي الخمسينيات، أحرز الفريق لقب الدوري مرتين إضافيتين، مؤكدًا مكانته بين كبار الأندية الإسبانية.
التحديات والنجاحات (1970–1990)
في السبعينيات، واصل أتلتيكو مدريد تألقه، حيث توج بلقب الدوري الإسباني عام 1977، وبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1974، لكنه خسر أمام بايرن ميونيخ. كما فاز بكأس الملك عام 1976، مما عزز مكانته كأحد الأندية الكبرى في إسبانيا.
فترة الاضطرابات والعودة (1990–2010)
شهدت هذه الفترة تقلبات في أداء النادي، حيث عانى من مشاكل إدارية ومالية، أدت إلى هبوطه إلى الدرجة الثانية في موسم 1999–2000. لكن الفريق عاد سريعًا إلى الدرجة الأولى في موسم 2002–2003، وبدأ في استعادة مكانته تدريجيًا.
عهد دييغو سيميوني والنهضة (2011–حتى الآن)
في ديسمبر 2011، تولى الأرجنتيني دييغو سيميوني تدريب الفريق، ليبدأ عهدًا جديدًا من النجاحات. تحت قيادته، فاز أتلتيكو مدريد بالدوري الإسباني مرتين (2013–2014 و2020–2021)، وكأس الملك (2013)، والدوري الأوروبي مرتين (2012 و2018)، كما بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين (2014 و2016) .Wikipedia
سيميوني، الذي يحتفل بعامه الـ55، يُعدّ المدرب الأكثر نجاحًا في تاريخ النادي، حيث قاد الفريق في 731 مباراة، محققًا 433 فوزًا، و161 تعادلًا، و137 خسارة، مع 8 ألقاب في رصيده .Diario AS
الحاضر والمستقبل
يحتفل أتلتيكو مدريد بعيده الـ122 في عام 2025، مع قاعدة جماهيرية قوية تضم 150,000 عضوًا و62,000 مشتركًا في ملعبه "سيفيتاس متروبوليتانو"، الذي يتسع لـ70,460 متفرجًا . يستعد الفريق للمشاركة في كأس العالم للأندية لأول مرة في تاريخه في يونيو 2025، مما يعكس تطوره المستمر وطموحه في المنافسة على أعلى المستويات.Diario AS
منذ تأسيسه، مرّ أتلتيكو مدريد بمراحل متعددة من النجاح والتحديات، لكنه ظلّ دائمًا رمزًا للروح القتالية والعزيمة في كرة القدم الإسبانية. بقيادة سيميوني، يواصل النادي كتابة فصول جديدة من تاريخه الحافل، مع تطلعات لمزيد من الإنجازات في المستقبل.